يهدف مؤتمر الشرق الأوسط التشاوري إلى تمكين المشاركين من تطوير استجابة نبوية للتحديات العديدة التي تواجه المسيحيّين والمسلمين في الشرق الأوسط والعالم، ومعالجتها تبعًا لنمط المسيح.
الحقيقة الواضحة التي يتجاهلها كثيرون هي ارتباط مقاربة الكنيسة للمسلمين بفهم للإسلام يحمل في طياته عددًا من الافتراضات اللاواعية التي تؤثّر على نحوٍ كبير بخدمتها. هذه الافتراضات تؤثّر على إثمار الخدمة المسيحية ونتائجها وأمانتها للكتاب المقدّس في سياق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تأمّل، على سبيل المثال، في الانعكاسات العملية للأسئلة التالية:
لا شكّ أن الطريقة التي نجيب بها على مثل هذه الأسئلة تؤثّر على مفهومنا للإسلام، وبالتالي على نهجنا في ممارسة الخدمة. فلمفاهيمنا هذه تأثير على فعالية شهادتنا وعلى إخلاصنا لمركزيّة المسيح فيها. وفي نهاية المطاف، نحن نسعى إلى استكشاف مدى تأثير نظرتنا للمسلمين ولمحمد والقرآن على شهادة الكنيسة عن المسيح عمليًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها.
في ضوء هذه الأسئلة يسر معهد دراسات الشرق الأوسط أن يعلن عن مؤتمر الشرق الأوسط لعام 2019 – نظرة كتابيّة تجاه المسلمين ومحمد والقرآن: أبعاد تطبيقيّة للكنيسة اليوم (١٧-٢١ حزيران/يونيو). خلال فعاليات المؤتمر، سيسعى المشاركون جماعيًّا إلى تشكيل مفهوم حول المسلمين ومحمّد والقرآن، ذات أبعاد عمليّة وملتزمة بالأمانة للكتاب المقدّس، وبالتالي يضحى هذا المفهوم قاعدة بنّاءة تؤسّس عليها الكنيسة ممارستها للخدمة. يأتي المشاركون في مؤتمر الشرق الأوسط من جميع بلدان المنطقة وأقطار العالم، ما يشكّل فرصة فريدة للتأمل الشمولي في أساسيّات الإسلام وفي مفاهيم الكنيسة اللاهوتيّة، التي منها تنبثق الخدمة العمليّة. وسوف تستعين هذه الرحلة الاستكشافيّة المشترَكة بالوسائل الدراسيّة التالية:
ينظّم مؤتمر الشرق الأوسط لعام ٢٠١٩ سلسلة محاضرات عالية الجودة، يقدّمها محلّلون ذوي اهتمامات عمليّة، ودارسون متخصصون في الدراسات الإسلاميّة، بالإضافة إلى دارسين متخصّصين في الدراسات الإرساليّة. عطفًا على ذلك، يتميّز مؤتمر الشرق الأوسط باعتماده الشهادات الشخصية، وفي تنظيم المنتديات مع علماء من الأديان والطوائف الأُخرى في سبيل تحقيق التواصل البنّاء، وتيسير ورش العمل، ومحادثات مصغَّرة، ما يتيح فرصة كبيرة للمشاركين لأن ينخرطوا في مناقشات وتأمّلات متينة ومسيّقة.
كونوا على استعداد للانخراط في مسيرة نمو شخصي في مجال التلمذة، كما في تنمية مهاراتكم لتلمذة آخَرين في سياقات متنوّعة!
ينعقد مؤتمر الشرق الأوسط لعام ٢٠١٩ في كلية اللاهوت المعمدانيّة العربيّة، بيروت، لبنان، من ١٧-٢١ حزيران/يونيو. فاحفظوا هذا الموعد إذ نتطلّع قُدُمًا إلى انضمامكم إلينا!
2 Comments
ما هو الإسلام ومن هم المسلمون؟ يصف المسيحيون الإسلام تارةً بأنّه حركة اجتماعية وسياسية تسعى إلى تحقيق العدالة والسلام، وتارة أخرى بأنّه دين شبيه بدين العهد القديم وممارساته، وأحيانًا أيضًا بأنّه علامة لهوية طائفية ذات روحانيّة جوفاء، أو إطار من العبودية الروحية الشيطانية أو أنّه حضارة عدائية مقاتلة… بالله عليكم ما هذا الضلال والإفتراء ..هذه التساؤلات الغبية تدل على جهلكم وكراهيتكم للإسلام ولسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ والأعجب انكم فى القرن ال21 مازلتم تتسائلون عن هوية وشخصية النبى الأعظم ..كفاكم حقد وكره للإسلام
الأخ العزيز، يؤسفنا بأنّكم شعرتم بالإهانة نتيجة هذا الوصف. ونرجو أن تفهموا قصد هذا المقطع الذي يصف أنواع الأسئلة التي ما زالت تسود بعض الأذهان في سياق المجتمع المسيحي. الأوصاف السلبية لا تشكّل مقاربة مؤسستنا تجاه الإسلام ونبيّه. ولكن أليس مهمًّا أن نكون شفّافين وواقعيّين في تشخيص الواقع لكي نستطيع أن نعالجه بصراحة مباشرةً؟ فما الفائدة أن ندّعي غير الواقع؟ ألا يكون ذلك افتراءً؟ العلاج المفيد والصحيح يبدأ في تشخيص الداء كما هو في الواقع الذي نعرفه جيّدًا، ومن ثم أن نتوصّل إلى حلول تساهم في العيش المشترك والتواصل البنّاء والمسالم ضمن علاقات الاحترام والمحبّة. مع خالص الاحترام لكم.