حالة الدولة القومية: تأملات حول الاستقلال
نوفمبر 20, 2019
بيروت، بوليفيا، بغداد، الجزائر، تشيلي، وهونج كونج
نوفمبر 28, 2019

مدوّنة الجزائر – نوفمبر/ تشرين الثاني 2019

الكنيسة الجزائرية تُنادي: “أعبر إلينا وأعننا”

بقلم ربيع الحصباني

 

الخبر

“جميع الكنائس في الجزائر معرضة لخطر الإغلاق”، هذا ما قاله أحد مسؤولي التحالف الإنجيلي العالمي. في 15 و16 أكتوبر/ تشرين الأوّل، أغلقت السلطات الجزائرية ثلاث كنائس إنجيلية في مقاطعة تيزي وزو، ديار شعب الأمازيغي في البلاد. إحدى هذه الكنائس، Plein-Évangile، المعروفة بكونها أكبر كنيسة إنجيلية في البلاد. نُشِر عدد من مقاطع الفيديو التي توثّق عمليات الإغلاق هذه على الإنترنت، وتحديدًا على صفحات الفيسبوك “Les Chrétiens en Algérie” (المسيحيون في الجزائر) و”Église protante d’Algérie” (الكنيسة البروتستانتية الجزائرية).

أٌغلِق ما لا يقل عن 15 كنيسة إنجيلية، من بين حوالي 46 كنيسة في البلاد ، منذ يناير/ كانون الثاني 2018، وفقًا لمجموعة مناصرة المسيحية Middle East Concern . بينما تقول الحكومة أنّ هذا بسبب أنّ الكنائس مخالفة للقانون، يقول أفراد من المجتمع إنّهم مُستهدَفون ظلمًا.

تكافح الطوائف المسيحية لتسجيل الكنائس رسميًا لدى الدائرة الحكومية المكلّفة بتنظيم العبادة لغير المسلمين (وفقًا لقانون صادر عام 2006)؛ ومع ذلك، فإن الحكومة لم تصدر أبدًا أيّة موافقة لهذه الطوائف.

التحليل

وفقًا لمنظّمة Open Doors USA، ثمة 125000 مسيحي فقط من أصل 42 مليون نسمة ونيف في الجزائر. في محاولة لإلقاء الضوء على أتباع المسيح الذين يعانون في الجزائر وبغية دعوة الكنيسة في العالم للصلاة لأجل الكنيسة في الجزائر، نشرت Open Doors شريط فيديو يُظهر الشرطة الجزائرية تضطهد المؤمنين في إحدى الكنائس في تيزي وزو. انتشر الفيديو انتشارًا واسعًا على فيسبوك، تحت عنوان اضطهاد المؤمنين الجزائريين.

القس صلاح قال في مقابلة مع Open Doors:

“أعتقد أنّ السلطات الجزائرية خائفة من الكنيسة؛ إنّها حكومة [في بلد ذي أغلبية مسلمة]، لذا فهم لا يحبوننا كثيرًا لأنّنا في الغالب مسيحيون من خلفية إسلامية.”

في محادثة أجريتها مع خريجة جزائرية من كلية اللاهوت المعمدانية العربية تعيش وتخدم في الجزائر، أعربت عن حزنها إزاء ما يختبره المسيحيون في بلدها. قالت إنّنا كأتباع للمسيح، نحن نحتج على اضطهاد الحكومة، لكن لكي يصل صوتنا إليهم نحتاج إلى دعم ومناصرة من إخواننا وأخواتنا في الشرق الأوسط.

عبّرت خرّيجتنا عن امتنانها لـ Open Doors لدعمهم وتمكينهم المسيحيين في الجزائر من خلال إسماع صوت للمجتمع الدولي والكنيسة حول العالم. غير أنّه بعد نشر الفيديو، قالت إنّ السلطات الجزائرية تتهم الكنيسة بأنّها مرتبطة بالإمبريالية الأمريكية – ما قد يؤدّي إلى تفاقم الوضع. دعم الكنيسة الغربية للمجتمع المسيحي الجزائري هو سيف ذو حدين.

تأملات لاهوتية وانعكاسات إرسالية

والسؤال الذي يجب طرحه هو: إلى أي مدى نحتاج إلى طريقة بديلة للانخراط مع الكنيسة الجزائرية؟

يلقي هذا السؤال المسؤولية على الكنيسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتضامن مع إخواننا وأخواتنا في الجزائر. إنّ الكنيسة العربية في الشرق الأوسط مدعوة لاتخاذ خطوات عملية تجاه الكنيسة المتألمة في الجزائر وفي جميع أنحاء شمال إفريقيا.

تتمثل إحدى طرق الانخراط مع كنيسة شمال إفريقيا في إعداد القادة وإرسالهم كمرسلين إلى هذه البلدان، حيث لا تزال الكنيسة في مرحلة التطوير وتتطلّب المساعدة في مواجهة العديد من التحديات (مثل الاضطهاد). يمكن أن يكون إعداد قادة على المستوى التعليم النظامي (مثل التدريب في كليات اللاهوت)، والمستوى غير النظامي الذي يمكن أن تقوم به الكنائس المحلية. يمكن أن يكون هؤلاء “القادة المجهّزون” إمّا رجالًا ونساء من شمال إفريقيا يرغبون بتطوير مهاراتهم والمساهمة في تقدم الملكوت في منطقتهم، أو قد يكونون رجالًا ونساء من منطقة الشرق الأوسط مدعوين للإرسال إلى شمال إفريقيا.

طريقة أخرى للمشاركة هي الصلاة لأجل هؤلاء المؤمنين المضطهدين والمساهمة في دعمهم ماليًا. يمكن القيام بذلك من خلال مشاركة قصص الاضطهاد في النشرات التي يتم تداولها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، وطلب الصلاة من أجل الكنيسة في شمال إفريقيا، واغتنام الفرصة لدعم الكنيسة ماليًا.

ثمة طريقة ثالثة لإعطاء صوت للكنيسة الجزائرية، والكنائس الأخرى في البلدان الإسلامية، وهي مساعدة هذه الكنائس على تطوير قادة لديهم استعداد ومجهَّزين جيدًا للتواصل مع القادة الدينيين المسلمين. تقدّم مبادرات بناء السلام التي يقودها معهد دراسات الشرق الأوسط ومؤتمر الشرق الأوسط أمثلة جيّدة على المشاركة في حوارات مثمرة وفعّالة مع الأديان الأخرى.

صلاتي هي أن تظلّ الكنيسة الجزائرية قوية وصامدة وأن تنخرط كنائسنا بفعالية مع كنيسة شمال إفريقيا.

اترك رد