عزيزتي المرأة، لديك مشكلة. مع خالص التقدير، الرجل
سبتمبر 22, 2022
سلام الجماعة: الجزء الثاني من سلسلة مدوّنة مؤتمر الشرق الأوسط 2022
أكتوبر 14, 2022

السّلام الشخصي: الجزء الأوّل من سلسلة مدوّنة مؤتمر الشرق الأوسط 2022

بقلم عماد بطرس وباسم ملكي

استضافت كلية اللاهوت المعمدانيّة العربيّة، عبر الإنترنت، مؤتمر الشرق الأوسط 2022 بعنوان “سلامًا أترك لكم: نظريات خدمة السلام وممارساتها في الشرق الأوسط” وذلك من 21 أيلول/سبتمبر إلى 23 أيلول/سبتمبر. احتشدت مجموعة من المساهمين افتراضيًا لمساعدتنا على التفكير في كيف يمكن للكنيسة أن تكون صانعة سلام في أوقات النزاع. بغية تحقيق ذلك، عالج مؤتمر الشرق الأوسط الموضوع من خلال عدسات خدمة السلام عبر الأبعاد الشخصية والجماعية والوطنية. هذه هي المقالة الأولى في سلسلة مدونة كلية اللاهوت المعمدانيّة العربيّة المكوّنة من 3 أجزاء والتي تعكس المناقشة الشاملة للمؤتمر.

بدأنا مؤتمر الشرق الأوسط 2022 بموضوع السلام الشخصي / الداخلي، ولكن قبل أن نتعمّق في حديثنا حول صنع السلام، تم تقديم تعريف السلام. وطرحنا السؤال فيما إذا كان السلام هو فعلًا وفق المفهوم الشعبي السائد على أنّه حالة من الهدوء. في كثير من الحالات، يُفهم السلام على أنه عدم وجود نزاع أو وضع الصراع تحت الطاولة. وبدلاً من ذلك، تم وضع السلام طوال المؤتمر في إطار صحّة علاقاتنا، والصحّة الكاملة للشخص وليس مجرّد غياب الظروف المزعجة.

إنّ المفهوم الكتابي للسلام يمس ويحتضن وينشّط كلّ علاقة ممكنة. علينا أن نعيش في سلام مع الله، ومع كلّ إنسان، ومع العالم الطبيعي بأسره (الحي والخامل)، ومع أنفسنا وداخلنا. فالله قد خلقنا ككائنات علائقية، وتحتاج هذه العلاقات إلى الرعاية كي تزدهر.

تساهم هذه الاحتياجات في تعزيز صحّتنا العقلية والعاطفية. على سبيل المثال، نحن بحاجة إلى تعزيز الموّدة والاحترام والتقدير لتزدهر العلاقات. خلاف ذلك، إذا لم يتم تلبية هذه الاحتياجات، فإنّ المشاعر المؤلمة (الغضب، القلق، خيبة الأمل … إلخ) تتطوّر بمرور الوقت.

في مجتمعات الشرق الأوسط المعروفة بطابعها الاجتماعي والعلاقاتي، لا يكمن التحدّي في بناء العلاقات بقدر ما يكمن في الحفاظ على العلاقات الصحيّة وتعزيزها. هذا يتطلّب استثمارًا متعمّدًا كجزء من رحلة التلمذة.

بينما واصلنا محادثاتنا في مؤتمر الشرق الأوسط ، تعلّمنا أنّ صحّة القيادة تساهم في صحّة المجتمعات. يواجه الرعاة وقادة الخدمة تحدّي الاستنزاف وإرهاق الأرواح، لا سيّما عندما يخدمون في منطقة تتسم بالاضطرابات والصراعات وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

على الرغم من أنّنا نعلم أنّ أهم بُعد في حياتنا هو روحنا، فإنّنا نميل إلى إهمالها بدلاً من إعطاء الأولوية لرفاهها. تكمن المشكلة في منطقتنا في أنّ المجتمعات غالبًا ما لا تعتبر قادتها خدامًا صالحين لله إذا لم يكونوا مفرطين في الخدمة. في هذا السياق، يقع الرعاة وقادة الخدمة في فخ الاعتقاد المستمر بأنّهم لا “يلبّون احتياجات الناس وتوقعاتهم”.

بناءً على دراسة أجريت بين الرعاة اللبنانيين وقادة الخدمة، جاءت الأمور التالية كأسباب للشعور بالتعب المستمر: النزاعات التي لم يتم حلّها، وعدم السيطرة على المواقف، والتوقّعات الخاطئة، وفي أعلى القائمة، أعرب أكثر من خمسين بالمائة عن عدم حصولهم على الراحة.

أثارت هذه الدراسة أيضًا التساؤل حول ما يمكن لقادة الخدمة فعله للحفاظ على سلامهم الداخلي. ووجدت أنّ الحاجتين الرئيسيتين للقادة هما 1) وجود مرشد و2) لاهوت سليم ليوم السبت (الراحة). “فماذا سينتفعون لو ربحوا العالم كلّه وخسروا أرواحهم؟” متّى 16 :26.

وعد الرب أنّ إله السلام نفسه “يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.” (1 تسالونيكي 5: 23). الذي يدعوكم هو أمين وهو سيفعل هذا. هل نسمح له بذلك؟

لقد تمّ تحدّينا خلال مؤتمر الشرق الأوسط 2022 كخدّام للمسيح بأن أفضل هديّة يمكن أن نقدّمها للناس من حولنا هي أن نفس صحيّة وحيويّة ومركّزة ومحاطة بالكامل بالمسيح، ولا يمكن لأحد أن يفعل ذلك من أجلنا.

كان التحدي الآخر هو تعقيد النفس، وإلى أي مدى نسمح للروح القدس وكلمة الله بتغييرنا من الداخل إلى الخارج لتحقيق الشفاء والسلام.

بعض الطبقات التي تمّت مناقشتها والتي عالجها المؤتمر هي: الدوافع، والضعف، والقيود، والعيوب، والقضايا الماضية والصدمات، وأخيراً تأثرنا بثقافة العار والشرف التي لدينا.

بعض الخطايا الثقافيّة التي نحضرها معنا إلى الكنيسة دون أن نلاحظها هي الحسد ومواقف الإدانة والأقنعة وعدم الشفافية والنميمة والافتراء. رغم أن ّهذه الصفات هي جزء من الطبيعة البشرية، يتم تضخيمها وقبولها كمعايير في ثقافات العار والشرف. وبالتالي، نادرًا ما تخاطبهم الكنيسة.

بينما نميل، في ثقافتنا، إلى معالجة الأفعال الخارجية، يمكننا بسهولة أن نفقد التعامل مع هذه القضايا الداخلية التي تؤثّر على أفعالنا. يمكن تعزيز تجربة السلام الداخلي من خلال تبني التلمذة التحويلية في كنائسنا التي تسمح لأتباع المسيح بأن يصبحوا مثله أكثر.

صانعو السلام هم أصحاب السلام، وفاعلو السلام، ومحققو السلام، وأصحاب السلام، وحاملو السلام. يأخذون المبادرة ويفوضون العمل. إنّهم لا يهدأون عندما يدور الصراع والظلم والشر. إنّهم أشخاص ينزعجون عندما يفتقر مجتمعهم إلى أي نوع من الرفاهية. إنّهم في الخطوط الأمامية لبناء العلاقات. يسعى العدو، إبليس، إلى تدمير العلاقات وإنشاء جدران من الكراهية والخوف والعداوة. دعونا نطلب من الله أن يستخدمنا كوكلاء له من أجل المحبّة والشفاء والتجديد.

عماد بطرس هو أستاذ مساعد للعهد القديم في كلية اللاهوت المعمدانيّة العربية. باسم ملكي عميد الأساتذة وقائد مبادرات صنع السلام في كلية اللاهوت المعمدانيّة العربية.

اترك رد