رسائل العهد الجديد شهادة عن التعلّم عن بُعد
ديسمبر 8, 2022
مجال حضور المسيح: جولة عيد الميلاد عبر الأرض المقدّسة
يناير 5, 2023

مدوّنة خاصّة بعيد الميلاد من كليّتنا

إليكم هذه المشاركات الميلاديّة بقلم هيئتنا التعليميّة. عبّر المشاركون في هذه المدوّنة عن أفكار محورها تجسّد الرب، التواضع والمحبّة الغامرة. تذكير مناسب في الوقت المناسب لئلا تجرفنا احتفالات الموسم.

فليكن فينا فكر المسيح
بقلم إيلي حدّاد
“فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.” فيلبي 2: 5-7
فيلبي 2: 5-11 هو واحد من أجمل النصوص التي كُتبت عن يسوع والتجسّد. لا يمكن للمرء أن يقرأه دون أن يقع في حبّ يسوع من جديد. يُظهر هذا النّص تضحيته المطلقة وتواضعه وإنكاره لذاته. هوالإله الذي من الأزل بكلّ مجده. غير أنّه أخلى نفسه من ذلك بكامل إرادته الحرّة ليأخذ صورة عبد، وأطاع حتّى الموت موت الصليب. وكلّ ذلك هو بدافع محبّته الكبيرة لنا. كيف لا نقع في حبّه؟
غير أنّه لا يمكن قراءة هذا النص خارج سياقه. فجأة، يضحى النّص الأكثر جمالًا هو النّص الأكثر صعوبة وتحديًا. يقدّم بولس تضحية يسوع كنموذج لنا لنتبّعه. علينا أن نفكّر مثله. يستخدم بولس نموذج يسوع هذا لكي يدعونا إلى تغيير جذري في طريقة تفكيرنا. إنّه أمر صعب أليس كذلك؟ نحن مدعوون لإنكار أنفسنا بينما نحن مُعتادون على تسيير الأمور لصالحنا. نحن مدعوون لنحبّ الآخرين ونضحّي من أجلهم بينما نحن معتادون على العمل من أجل تحقيق جدول أعمالنا الخاص. هل يمكنك أن تتخيّل شكل مجتمعنا المسيحي لو كان لدينا جميعًا هذه المواقف القلبيّة؟
إنّه لمن الرائع، في موسم عيد الميلاد هذا، أن نأخذ بعض الجمال الذي نجده في يسوع، ونتعلّم منه، ونبدأ في الاقتداء به والعيش بموجبه بين الناس من حولنا.

العطيّة التي لا ينضب عطاؤها
بقلم باسم ملكي
“فَشُكْرًا للهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا.” 2 كورنثوس 9: 15
عندما أفكّر في الحصول على هديّة لشخص ما، أفكّر دائمًا فيما يريدونه ونادرًا ما أفكّر فيما يحتاجون إليه. لست متأكدًا من نوع الهدايا التي يتوقّعها كلّ واحد منكم خلال هذا الموسم. إذا كنّا نتوقّع هديّة من الله، فما هي وكيف ستؤثّر علينا؟ كيف سنحصل عليها؟ ما الذي كان ينتظره ويتوقّعه شعب الله منذ أكثر من ألفي عام من إلههم؟
يصلّي إشعياء قائلاً: “لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ، وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي، لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ، لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ” (إشعياء 64: 1-2).
علامَ حصلوا؟ حصلوا على طفل. ليس هذا ما كانوا يتوقّعونه، على ما أظن.
بعض الهدايا تمثّل المانح، وبعض الهدايا تمثّل المتلقي. أعتقد أن عطية الله تمثّل الاثنين. تمثّل هبة الآب للبشريّة محبّته القويّة غير المشروطة تجاهنا، وحاجة البشريّة إلى الغفران والرحمة والعدالة والنعمة، وفي نهاية المطاف الخلاص، في يسوع.
لقد فكّر الله الآب في حاجتنا أكثر ممّا نريده أو نرغب فيه. لقد فكّر في ما يمكن أن يُثري حياتنا إلى الأبد، ويفدي ماضينا ويغفر خطايانا، ويحرّرنا من العبوديّة، ويجدّد أرواحنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا. لهذه الأسباب وأكثر يقول بولس، “فَشُكْرًا للهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا” (2 كورنثوس 9: 15).
صلاتي هي أن تتلقّى هذه الهدية التي لا يُعبّر عنها اليوم. ولعلّنا نقدّم هذه الهدية للكثيرين هذا الموسم ودائمًا.

مبادرة التجسّد الاستباقيّة
بقلم وليد زيلع
فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. كولوسي 2: 9
لقد فكّرت مؤخرًا ليس فقط في فعل محبّة الله القصوى من خلال عمل يسوع، ولكن أيضًا في القوّة الدافعة وراء ظاهرة التجسّد بأكملها. هل استجاب الله لواقع خطيّتنا بإرسال يسوع ليصلح علاقتنا معه ويعيدنا إلى بيت الآب السماوي؟ أم أنّ كلّ إمكانية الفداء كانت في فكر الله منذ أن خلقنا مرافقةً إمكانية السقوط نتيجة الإرادة الحرة؟ بمعنى آخر، هل الله هو إله استجابي يتصرّف بعد وقوع الحدث ردًا عليه؟ أم أنّه إله استباقي؟
لم يكن من قبيل المصادفة أنّ يسوع تجسّد ودُفع الثمن: لقد دفع الله الثمن عن سابق تصوّر وتصميم؛ لقد كانت هذه خطّته. وفقًا لبطرس، خطة كانت معروفة قبل الخلق: “مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ” (1 بطرس 1: 20).
في عالم يائس، وشرق أوسط يائس، ولبنان يائس، في عالم من الألم والمعاناة، حيث، وفقًا لسفر القضاة ، “كل واحد عمل ما حسن في عينيه”، هل بقي لدينا أي أمل؟ في هذه الأوضاع الأليمة، أصبح فعل التجسد الاستباقي أكثر معنى. عندما أفكّر في الله باعتباره الإله الذي يعمل بصورة استباقيّة، فإنّ فهمي الكامل للحب الإلهي الذي يسكن في يسوع يزداد عمقًا.
خلال هذا الوقت من العام، يجب أن تقوّينا مكانتنا في خطّة الله في مواجهة كلّ المصاعب والأزمات التي نمرّ بها.

بدايات متواضعة
بقلم غريس الزغبي
“أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ.” ميخا 5: 2
في مكان متواضع وغير متوقّع، أعلن يسوع نفسه للبشريّة. لقد سكن في وسطنا كما أوضح يوحنّا الإنجيلي البشير في فصله الافتتاحي (يوحنا 1: 1). اليوم، وأنا أسير بجوار كنيسة المهد، المعروفة تاريخيًا بالمكان الذي وُلد فيه يسوع، ولم تتزعزع مع آلاف السنين التي مرّت منذ ولادة المسيح، فإن محبّته لي هي نفسها، وقد تجلّت من جديد في عيد الميلاد هذا العام. أراه في عيون الفقراء. يأتينا بصرخات المهمشين. يتحدّث إلينا من خلال أفواه الأطفال. ومع الألحان المعاصرة للترنيمة “اجثُ على ركبتيك”، لا يسعني إلّا الانحناء في عبادة عميقة وأنا أفكّر في الليلة العظيمة التي وُلد فيها المسيح في بلدتي “الصغيرة”. منذ البداية كانت رغبته هي تجريد الظلم، والتهام الظلم، وضرب الموت، وجعلنا خليقة جديدة فيه، ومنحنا الحياة الأبديّة من خلاله. الواقع على الأرض مختلف. لأنّ الألم والعذاب والمعاناة لا يزالان مستمرين. عيد الميلاد ليس سحرًا في هذا الإطار. ومع ذلك من البدايات المتواضعة تظهر أمور عظيمة. لقد وعد المسيح بالفداء للبشريّة وللخليقة. يبدأ هذا بميلاده ويبلغ ذروته في صلبه وقيامته “منك يخرج لي … ومخارجه منذ القديم” (ميخا 5: 2). نرجو أن نختبر معجزة جديدة في حياتنا هذا الموسم ونحن نقف في رهبة من التواضع ولكن أيضًا من قوة عمّانوئيل مخلّصنا. نرجو أن نتأمّل في تواضع مخلّصنا ولكن أيضًا في قوّة أبديّته؛ صغر البشريّة، لكن عمق الكلمة الأبدي المتجسّد فينا. عيد الميلاد ليس سحريًا. إنّه معجزة!

اترك رد