بين تغيير الإرادة وإرادة التغيير: دعوة لتحقيق وكالتنا
سبتمبر 1, 2020
منتدى الشؤون المعاصرة: مناقشة حول كتاب “المعنى الصحيح لإنجيل المسيح”
يوليو 21, 2020

تطوير المكونات غير الرسمية: معًا نتابع قصّة المنهج

بقلم باسم ملكي
آب/ أغسطس ٢٠٢٠
الفصل الثّالث

في خاتمة مقال الشهر الماضي، ذكر وليد زيلع أنّنا بدأنا في صياغة المكونات غير الرسمية لمنهجنا المعدّل، وهي خطوة إضافية لإكمال تصميم المنهج. ولطالما كان لهذه المكونات دور هام في نمو طلاّبنا المقيمين في حرم الكليّة على مدار السنوات الماضية.

وبما أنّ فريق القيادة الخاص بكليّة اللاهوت المعمدانيّة العربيّة سعى لوضع برنامج تعلّم عن بُعد، فبات التحدي الذي يواجهنا هو ما إذا كان بإمكاننا تهيئة بيئة تحوليّة لطلابنا من خلال المكونات غير الرسمية. قد يفترض المرء أنّ التعلّم عبر الإنترنت أو التعلّم عن بعد يفتقر إلى عنصر التشكيل. وبالفعل إذا لم نتعمّد ذلك، سنفقده. غير أنّنا لسنا مستعدين أن نتخلّى عنه لا سيّما أنّ الشاغل الرئيس لكليّة اللاهوت المعمدانيّة العربيّة هو تكوين القادة تكوينًا شموليًا. وهذا أمر مفرغ منه. كما ذكر إيلي حدّاد، "سيكون برنامجًا يُحافظ على جميع الميّزات الرّئيسة لِمَا كان ناجحًا في برنامجنا في حرم الكليّة."

نأمل في كليّتنا أن نعدّ قائد متكامل من خلال التحوّل الشمولي. نحن نصلّي لكي نكون قلبًا واحدًا وفكرًا واحدًا بينما نهيئ الطلّاب ليكونوا قادة فعّالين من أتباع المسيح المفكّرين المتجذّرين كتابيًا، معدّي تلاميذ ناضجين، وممارسين خدمة سياقيين، وقادة خدّام ووكلاء، وعلائقيين أصحّاء.
كيف يمكننا تمكين القادة بالإضافة إلى مساعدتهم على تنمية المهارات والمعرفة والتفكير النقدي والممارسة المتأملة؟ كيف يمكننا تمكينهم ليصبحوا آمنين في هويّتهم في المسيح، وليُظهروا الاحترام والنعمة للآخرين، وليعملوا بانسجام معهم، وليحلّوا النزاع بطريقة صحيّة؟ أحد مخاوفنا هو أنّ يبدأ القادة المتخرّجون من كليّة اللاهوت المعمدانيّة العربيّة في الخدمة في مجتمعاتهم دون التعامل مع نقاط الضعف المستترة والنواقص والقيود والضعف والتي تؤدّي جميعها إلى الإخفاق الأخلاقي والإرهاق، وفي نهاية المطاف تعيير اسم المسيح وعروسه.

نحن متمسّكون جدًا بالتشكيل الشمولي، ونحن في طور بناء العناصر غير الرسمية ودمجها في المنهج المقسّم إلى وحدات تتضمّن فترات دراسة عبر الإنترنت وفترات إقامة دراسيّة قصيرة على مدار أربع سنوات. خلال فترة الإقامة السنوية لكلّ فوج، سوف نركّز على الترابط بين الطلّاب وبناء التضامن في الخدمة ومجموعات الدعم. سندعمهم ونركّز على تنميتهم الشخصيّة والروحيّة. هذا ما سيخلق بيئة مواتية للتحول الصحي والشامل، وطلب تدخّل الروح القدس وعمله.

فيما يلي بعض مجالات التشكيل المرتبط بالمجتمع التي نود أن ينمو فيها طلّابنا باستمرار في برنامجنا المعدّل:

  • الثقافة: سيتعرّف الطلّاب على ثقافات جديدة من خلال زياراتهم السنوية لكليّة اللاهوت المعمدانيّة العربيّة حيث يتعاملون مع الهيئات الأكاديمية والإدارية في لبنان، ويتفاعلون مع الطلاب القادمين من مختلف أنحاء العالم العربي.

  • الانضباط: سيتعلّم الطلّاب الانضباط الشخصي من خلال تحمّل المسؤوليات والالتزامات الأكاديمية.

  • الروحانيات: سيتلقّى الطلّاب تشكيلًا روحيًا من خلال برامج مركّزة تهدف إلى تنمية نموّهم الروحي وإدراكهم لله وأنفسهم.

  • الخدمة: من خلال البقاء في وطنهم وداخل مجتمعهم الإيماني، سيتمكّن الطلاب من تطبيق المبادئ المكتسبة على الفور في سياقهم من خلال إطار "التعلّم القائم على حلّ المشكلات".

  • الرؤية: من خلال المناهج الهادفة، سيكتشف الطلاب هدف الله في حياتهم، وتوسيع خدمتهم إلى أبعاد أكبر.


  • على الرغم من أنّنا قد نفقد العديد من العناصر المهمة بالانتقال من برنامج دراسي بالإقامة داخل حرم الكليّة إلى برنامج تعلّمي عن بُعد في أغلبيته، إلّا أنّنا نكتسب العديد من المزايا التي يمكننا الاستفادة منها. أولاً، يمكن أن تشارك الكنيسة أو المنظّمة المُرسِلة في تشكيل الطالب كشركاء للكليّة. ثانيًا، يسمح التدريب الميداني الفعلي بوضع إطار عمل مبني على حلّ المشكلات. ثالثًا، يمكن أن يؤثّر تشكيل الطلاب بصورة إيجابيّة غير مباشرة على الكنيسة المحليّة وقيادتها. رابعًا، لا يعطّل برنامج التعلّم عبر الإنترنت عمل الطلّاب المنخرطين بعمق في خدمة كنيستهم أو مجتمعهم.

    توفّر هذه الفرص مساحة لتحوّل الطلاب الشمولي وتنفيذ العناصر غير الرسمية. يعتمد التحول الشامل على المبدأ القائل بأنّ كلّ شخص يجد الهوية والمعنى والهدف في الحياة من خلال الروابط مع مجتمعه المحلي والعالم الطبيعي، واكتشاف الدعوة الإلهية. الانكسار هو اختبار آخر مهم للتحوّل ولقاء الله. لذلك من المهم أن يكتشف الطلّاب نقاط الضعف والنقص والمحدودية، وأن يجدوا الأدوات اللازمة لإدارتها وفقًا للكتاب المقدس. بعد قولي هذا، سنعمل على أربعة مجالات في حياة الطلاب:

  • الشخصيّة: يطور الطلاب النزاهة والتواضع وروح الخدمة.

  • الشفاء: يتصالح الطلاب مع ثقافتهم ويجدون مغزى في ماضيهم (الشفاء من سوء المعاملة والصدمات).

  • القيادة: يكتشف الطلاب الجانب المظلم للقيادة (السيطرة وانعدام الأمان والغضب والكمال وما إلى ذلك).

  • النضج العاطفي والروحي: يفهم الطلاب مشاعرهم ويصنفونها وهم ينمون في محبّتهم لله.


  • كل عام، نختار ناحية محدّدة ونعمل عليها مع كلّ مجموعة. أعضاء هيئة التدريس الذين لديهم خبرة في الإرشاد سوف يتابعون عن كثب ويسيرون مع كلّ طالب على حدة للوصول إلى مرحلة النضج.

    هدفنا هو خدمة الكنيسة العربية من خلال إعداد قادة مؤمنين، رجالاً ونساءً، لتجييش جماعاتهم الكنسيّة وحثّهم على الانخراط بمجتمعاتهم بطرق ملائمة تُظهر مجد الله. في إطار انتقالنا إلى برنامجنا الأكاديمي المعدّل الجديد، لا يمكننا المساومة على التشكيل الشمولي والذي هو في صميم ما نقوم به. نصلي من أجل إرشاد خاص بينما نواصل العمل على المكونات غير الرسمية والأجزاء المتبقية من اللغز لتكتمل صورة منهجنا المعدّل!

    * هذا هو الجزء الثالث من سلسلة مقالات حول اتجاهنا الجديد.